ماذا يعني للقاهرة؟ الجنيه المصري بقائمة عملات «المركزي الروسي»…
وأعلن البنك المركزي الروسي إدراج الجنيه المصري ضمن أسعار صرف العملات، وتحديد الأسعار الرسمية للروبل مقابل تسع عملات أجنبية أخرى. وقال البنك في بيان عبر موقعه الرسمي، إن «قائمة العملات الأجنبية التي يحدد سعرها رسمياً مقابل الروبل، تضمنت 9 عملات جديدة من بينها الجنيه المصري، الذي يساوي أكثر من 2 روبل روسية».
واعتبر مراقبون أن القرار «سوف يسمح لمصر وروسيا باستخدام الروبل والجنيه في التعاملات التجارية بين البلدين بدلاً من الدولار». ووصف الدكتور علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية بمصر، القرار الروسي بـ«الإيجابي».
وقال في تصريحات متلفزة إن «دخول الجنيه المصري ضمن العملات المعتمدة في البنك المركزي الروسي، سيكون له أثر كبير في تعاملات الجنيه العالمية، وسيقلل من احتياج مصر للدولار».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال النصف الأول من العام الماضي، نحو «2.14 مليار دولار» وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للتعبة العامة والإحصاء، الصادر في سبتمبر (أيلول) الماضي. كما سجلت الصادرات المصرية إلى روسيا خلال الفترة نفسها «417.9 مليون دولار»، بينما بلغت قيمة واردات مصر من روسيا «1.7 مليار دولار»، بحسب التقرير.
وتستورد مصر عدداً كبيراً من السلع الأساسية ومستلزمات الصناعة، على رأسها، القمح، والأخشاب، ومستلزمات الطباعة، وعربات ومعدات السكك الحديدية، والنحاس، والورق، وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للتعبة العامة والإحصاء، بينما تُصدر القاهرة إلى روسيا الفواكه، والخضر، والملح، والصابون والمنظفات، ومنتجات الألبان، والإسمنت.
وقال الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور رشاد عبده، إن «إيجابية القرار الروسي، في أنه سوف يُمكن مصر من استيراد السلع من روسيا بالجنيه، لكنه سوف يؤثر سلباً على السياحة، حيث سيقوم السائح الروسي في مصر بالتعامل بالروبل أو الجنيه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «ثمة أسئلة كثيرة حول القرار الروسي، قد يصعب الإجابة عنها، منها، أن هناك عقوبات أميركية وغربية على روسيا والدول التي تتعامل معها، فهل يحق لمصر التعامل مع روسيا بالجنيه أو الروبل، وما هو موقف صندوق النقد الدولي من هذا القرار الروسي؟
ووفق خبراء اقتصاد في مصر فإن القرار «سوف يصب في مصلحة الروبل وليس مصلحة الجنيه المصري». وأكد الخبراء أن «مصر سوف تبحث عن توفير الروبل بدلاً من الدولار في التعاملات التجارية مع روسيا، ولذلك قد يرتفع سعر الروبل مقابل الجنيه المصري». وأشار الخبراء إلى أن «القرار يعني أن يقوم السائح الروسي في مصر بالدفع بالروبل بدلاً من الدولار، مما يجعل مصر تفقد جزءاً من دخلها من الدولار».