سياحة اليخوت.. فرص واعدة بمدن القناة
حظيت سياحة اليخوت خلال الآونة الأخيرة بقدر كبير من الاهتمام، باعتبارها السياحة الواعدة التى تستقطب الأثرياء ، لتوفير مزيد من العملات الصعبة ، استنادا على الموقع الفريد الذى تتمتع به مصر ، ووجود أكثر من ٢٥٠٠ كيلو متر من السواحل الممتدة ، والمناخ المناسب لهذه السياحة على مدار العام ، فى الوقت الذى تشير فيه التقديرات إلى أن إسهام مصر فى هذه السياحة لا يتخطى واحدا فى الألف من حركة سياحة اليخوت العالمية .
وتواصل هيئة قناة السويس أعمالها لجذب سياحة اليخوت إلى مراسيها وشواطئها بمدن القناة، ومن المنتظر أن تلعب هذه السياحة دورا كبيرا فى تنشيط الحركة السياحية بمدن القناة، وخاصة مدينة الإسماعيلية، وتوفير مزيد من فرص العمل ، بشرط استغلالها على الوجه الأمثل والمأمول .
فى البداية يشير أحمد الخادم رئيس الهيئة العامة لتنشيط السياحة الأسبق، والمسئول عن ملف سياحة اليخوت بوزارة السياحة، وعضو مجلس إدارة نادى اليخت الأسبق ، أن سياحة اليخوت مرتبطة بالرحلات البحرية أو النهرية على متن الوحدات البحرية كوسيلة للتنقل والنزهة، وممارسة الرياضة أوالهواية أو الاسترخاء ، حيث تختلف الأنشطة المرتبطة بسياحة اليخوت بحسب النطاق، والنمط ، والملكية، وحجم اليخت وعدد ركابه .
ويوضح، أن سياحة اليخوت من حيث النطاق تشمل سياحة اليخوت الدولية، والإقليمية، والمحلية ، ومن حيث النمط هناك سياحة اليخوت المرتبطة بالنزهة، وأخرى مرتبطة بالغوص، وسياحة اليخوت المرتبطة بالمسابقات، «مثل الراليات والمهرجانات ، فضلا عن سياحة اليخوت المرتبطة بالزيارات البرية ، ومن حيث الملكية هناك سياحة اليخوت المملوكة ، وأخرى مستأجرة «بالطاقم وبدون طاقم»، ومن حيث الحجم وعدد الركاب هناك السياحة الصغيرة ، والمتوسطة ، وسياحة اليخوت الكبيرة، أما سياحة سفن الركاب البحرية أو الفنادق العائمة النهرية، فهى وإن كانت من أنماط السياحة المنتشرة إلا أنها لا تعد من سياحة اليخوت .
وحول حجم سياحة اليخوت فى العالم، يشير أحمد الخادم، إلى أن منظمة السياحة العالمية والاتحاد الدولى لمنظمى الرحلات تقدر بأنه تم تنفيذ أكثر من ١١٫٥ مليون إجازة مرتبطة بسياحة اليخوت فى عام ٢٠٠٨ ، منها ٢٫٨ مليون لمواطنين من الولايات المتحدة الأمريكية ، ومليون لمواطنين من بريطانيا ، كما تشير إحصائيات الاتحاد الدولى لمنظمى الرحلات إلى أن سائحى اليخوت من الشرائح الاقتصادية الفوق متوسطة والمرتفعة ، كما أن سياحة اليخوت الصغيرة من الشباب «١٦ ــ ٣٤ سنة» ، وسائحى اليخوت المتوسطة، من متوسطى وكبار السن « ٣٥ ــ ٧٥ سنة «، وسائحى اليخوت الكبيرة من أعمار مختلفة ويتميزون بالثراء والنفوذ ، مع العلم بأن هناك تزايدا مستمرا فى سياحة اليخوت المستأجرة ، من الأسر ذات الأبناء من سن ١٢ إلى ٢٠ سنة.
وفيما يتعلق بالأسواق الرئيسية لسائحى اليخوت، يشير رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق، إلى أنها تشمل كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والدول الإسكندنافية، ونيوزيلاندا، وأستراليا ، بينما تمثل روسيا والصين واليابان دول الأسواق الجديدة فى سياحة اليخوت، فيما تأتى أهم ١٠ مقاصد لسياحة اليخوت فى العالم على النحو التالي: الولايات المتحدة، واليونان، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وإيطاليا ، وتركيا ، ومالطا ، وجزر المالديف، وجزر سيشل، وأستراليا .
وحول مكانة مصر فى المنظومة العالمية لسياحة اليخوت، يشير إلى أن مصر تتمتع بمزايا نسبية فيما يتعلق بسياحة اليخوت، ومنها أكثر من ٢٥٠٠ كيلومتر من السواحل الرائعة، ومدن تاريخية وحديثة ، عظيمة على طول السواحل المصرية ، بالإضافة إلى مناطق للغوص والرياضات البحرية، ولصيد الهواة لا مثيل لها على مستوى العالم ، فضلا عن المناخ المناسب تماما لسياحة اليخوت على مدار العام ، فى الوقت الذى لا تحظى فيه مصر إلا على نسبة لا تصل إلى واحد فى الألف من حركة سياحة اليخوت العالمية، وقد آن الأوان لتغيير ذلك .
ويؤكد الخادم أن سياحة اليخوت تحتل مرتبة مهمة لتنويع مصادر الدخل السياحى ، وذلك لأن الاقتصاد العالمى يتجه نحو التحرير بإنشاء تحالفات ومعاهدات اقتصادية عديدة ، وأن هذه السياحة تعتمد على صناعات أخرى عديدة لنموها وتطورها وذلك فيه نماء للعديد من الصناعات الأخرى ، والجهود الحكومية المطلوبة لتطوير سياحة اليخوت لا تتضمن استثمارات عالية ، فضلا عن عدم احتياجها إلى استثمارات إضافية من ناحية عدد الغرف الفندقية أو الرحلات الجوية ، بالإضافة إلى أن أغلب المارينات المقامة حاليا فى مصر هى خاصة ٫ واستثماراتها محلية .
وتابع ، أنه منذ صدور القرار الجمهورى رقم ــ ١٤١ لسنة ٢٠٠٣ــ والقرارات الوزارية المنظمة له ، لم يتم تحقيق أى تقدم فى تشجيع سياحة اليخوت بالرغم من اللجان الكثيرة التى تشكلت داخل وبين الوزارات والجهات المعنية ، والاجتماعات الكثيرة التى تمت لهذا الغرض ، ويرجع ذلك إلى تعدد الجهات صاحبة الولاية وكثرة المعوقات التى تعترض سياحة اليخوت .
ويطالب أحمد الخادم ، بتطبيق قواعد الحصول على تأشيرات الدخول المطبقة فى المطارات على الأجانب الواصلين إلى الموانى السياحية «المارينات» وتوفير شباك لبيع التأشيرات بكل منها، والاعتداد الكامل بتراخيص ومستندات اليخوت الأجنبية الوافدة ، وإصدار تراخيص الملاحة المصرية بناءا عليها، والسماح ببقاء يخوت النزهة الأجنبية فى مصر لمدة ثلاث سنوات، وعدم الربط بأى شكل بين وجود اليخت الأجنبى فى مصر ومالكه ، وكذلك عدم اشتراط دخول اليخت الأجنبى وخروجه من نفس الميناء ، واعتبار يخت النزهة الخاص هو الذى يستخدم فى الأغراض غير التجارية بغض النظر عن ملكيته لفرد أو هيئة خاصة أو عامة ، وإصدار ترخيص الملاحة لليخت الخاص المصرى كل عامين بدلا من عام واحد. أسوة بترخيص الملاحة فى المياه الداخلية، وإصدار تصريح الملاحة لمدة تتطابق مع مدة صلاحية تراخيص الوحدة بالنسبة ليخوت النزهة المصرية والأجنبية على حد سواء، وإعفاء قائدى القوارب الشراعية والقوارب الأقل من ٥ أمتار من التفتيش البحرى شرط الحصول على رخصة قيادة بحرية ، وتوحيد رسوم الترخيص للمصريين والأجانب.
وبدوره يشير الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إلى أنه فى إطار دور هيئة قناة السوس فى تنشيط حركة السياحة بمدن القناة ، فقد تم البدء فى خطة طموح نستهدف خلالها زيادة معدلات اليخوت السياحية العابرة للقناة ، عبر رفع وتطوير مراسى اليخوت التابعة للهيئة، مؤكدا أنه تماشيا مع سياسة الدولة الهادفة للحد من الانبعاثات الكربونية، وبعد التصديق من الرئيس عبد الفتاح السيسى، ستقوم هيئة قناة السويس ببناء أول مرسى يخوت أخضر فى مصر ، يعمل بالطاقة المتجددة والنظيفة على مساحة ٢٢٥ ألف م٢، وسيكون بها مرسى لليخوت يتسع لعدد ٦٥يختا، سيتم مضاعفتهم بعد ذلك إلى ١٣٠ يختا ، وكذلك إقامة فندق ومحلات تجارية تخدم سياحة اليخوت .
ويضيف، أن الوضع الحالى فى مارينا الإسماعيلية يتحمل ١٢يختا والمستهدف ٦٠ يختا، وسيتم مضاعفة هذا العدد إلى ١٢٠يختا طبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما تم إضافة العديد من الخدمات، مثل التزود بالوقود، وخدمات الصيانة، وانتظار اليخوت لفترات طويلة، مما سيعمل على جذب عدد من اليخوت لم تكن تأتى مصر من قبل ، وفى بورسعيد تم التصديق على إقامة ممشى سياحى بطول ٨٥٠ مترا، ومرسى لليخوت يتسع لعدد ٧٥ يختا، وتم البدء بالفعل فى العمل به. ويؤكد الفريق أسامة ربيع، أن مارينا اليخوت بالإسماعيلية تعد أحد مراكز استقبال ورسو اليخوت السياحية التابعة للهيئة ، ويمتاز بموقع فريد على بحيرة التمساح، وقد حظى خلال الآونة الأخيرة باهتمام كبير ضمن جهود التطوير، التى استهدفت الارتقاء بجودة الخدمات الأساسية المقدمة من الكهرباء والمياه وخدمات الإنترنت ، وذلك بالتوازى مع توفير خدمات الصيانة السريعة من خلال الشركات التابعة للهيئة .
ويضيف، أن الهيئة تعكف على تبنى استراتيجية متكاملة يتم تنفيذها على عدة مراحل من خلال مجموعة من المحاور، أبرزها تفعيل التوجه نحو التحول الرقمى من خلال توفير منصة رقمية، والاستفادة مما تنتجه التكنولوجيا من تسريع وتيرة العمل وتوفير الوقت، عبر خدمات الحجز الإلكترونى والخدمات الإلكترونية الخاصة بتحديد رسوم عبور القناة والرسو بالمارينا، والتعرف على برامج السياحة الداخلية، كما تستهدف خطة التطوير رفع كفاءة مراسى اليخوت، بما يمكن معه استيعاب كل أنواع اليخوت بمختلف حمولاتها وأحجامها .
وتتسع استراتيجية التطوير ــ والكلام للفريق أسامة ربيع ــ لتشمل تقديم خدمات متكاملة لم تكن متاحة من قبل ، مثل توفير خدمة التزود بالوقود من خلال المحطات المخطط إنشاؤها خلال الفترة المقبلة ، وتبنى مبادرة جديدة بإسناد مهام التوكيل الملاحى لإحدى الشركات التابعة للهيئة ، للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لأصحاب اليخوت . ويوضح، أن قناة السويس تولى اهتماما كبيرا بتشجيع نشاط السياحة البحرية عبر تقديم حوافز ، تتضمن تخفيض رسوم العبور بنسبة تصل إلى ٥٠٪ لليخوت التى تبلغ حمولتها ٣٠٠ طن فأكثر ، والسفن السياحية بشرط توقفها فى أحدى الموانى المصرية ، فضلا عن المزايا التنافسية التى تقدمها الهيئة لتشجيع سياحة اليخوت بامتلاكها ثلاثة مراكز لاستقبال ورسو اليخوت السياحية بمدن القناة الثلاث ، مع تقديم خدمات المياه والكهرباء مجانا ، وغير ذلك من الخدمات الأخرى المدفوعة كالإمدادات وأعمال الإصلاح والصيانة ، فضلا عن حوافز تصل إلى العبور مجانا وفقا للائحة الملاحة ، وذلك للعائمات الصغيرة فى حالة تكرار الرحلة خلال فترة لا تتجاوزالـ ٦ أشهر .
ومن جانبه، يوضح أشرف عليوة رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السياحية ، أن محافظة الإسماعيلية بموقعها الفريد من الممكن أن تكون قبلة لسياحة اليخوت ، حيث تتوسط مدن القناة ، كما تعد من أقرب المدن إلى القاهرة ولا يتعدى زمن الوصول إليها سوى ساعة واحدة فقط ، كما تتمتع بالعديد من المزايا التى تتفوق بها عن المدن الأخرى .
ويضيف أنه من الممكن وضع السياحية الريفية على أجندة السياحة بالإسماعيلية ، خاصة لمزارع الفاكهة والمانجو على وجه الخصوص ، بالإضافة إلى متحف قناة السويس والحى الفرنسى بمدينة الإسماعيلية .
ويضيف أن ذلك يتطلب سرعة استخراج التصاريح وتخفيض الأسعار ، وتسهيل الإجراءات وتعميق الغواطس خاصة فى بحيرة التمساح ، لاستقبال اليخوت الكبيرة ، والترويج السياحى لهذه السياحة لأنها غير موجودة على خريطة السياحة المصرية ، والمشاركة فى المعارض الدولية، والتنسيق مع الجوازات والجمارك، وفتح الجانب الثانى من الإسماعيلية لزيارة الجانب الآخر من ضفة القناة والمعالم السياحية بسيناء