أنواع الإبداع.. أنماط التفكير وآلياته
وقد تم تصنيف أنواع الإبداع على النحو التالي: الإبداع المعرفي العفوي، الإبداع المعرفي المتعمد، ثم الإبداع العاطفي المتعمد، والإبداع العاطفي العفوي،
غالبًا ما يركز الناس على نوعين فقط من الأنواع الأربعة: التفكير المتقارب والمتشعب. وهما يتضمنان إنشاء شيء جديد وإحياءه باستخدام خيالك. النوعان الآخران من الإبداع هما التفكير التركيبي والترابطي، وهما أقل وضوحًا، لكنهما على نفس القدر من الأهمية في تعزيز النمو الإبداعي.
الإبداع المتقارب هو نوع من التفكير المنطقي التحليلي الذي يربطه معظم الناس بالذكاء، كما ينطوي على تقسيم المشكلة إلى الأجزاء المكونة لها ثم حلها بشكل منهجي.
يعني هذا النوع من أنواع الإبداع القدرة على إيجاد حل واحد لمشكلة ما بعد النظر في جميع الخيارات الممكنة. يمكنك تعريف التفكير المتقارب بأنه عكس التفكير التباعدي. ففي التفكير التباعدي غالبًا ما تفكر في العديد من الحلول المختلفة لمشكلة ما، أما في التفكير المتقارب فإنك تركز على حل واحد معين.
يتطلب هذا النوع من الإبداع التفكير المنطقي وهو مهم لأي نوع من الاستقصاء العلمي أو الرياضي؛ حيث توجد إجابة واحدة صحيحة فقط لكل سؤال مطروح (على عكس الاحتمالات المتعددة).
تساعد القدرة على التفكير بشكل متقارب الأشخاص في تحليل كميات كبيرة من المعلومات بسرعة؛ لتحديد الأنماط أو الاتجاهات التي يمكن أن تساعدهم في إيجاد الحلول بشكل أسرع مما لو جربوا جميع الحلول الممكنة.
الهدف من التفكير المتقارب هو وضع كل طاقتك الإبداعية في حل واحد بدلًا من عدة أفكار مختلفة.
الإبداع المتقارب أكثر شيوعًا في حياتنا اليومية. على الرغم من أنك قد تحتاج إلى إبداع متباين عند العصف الذهني لإيجاد طرق جديدة لأداء المهام فمن المحتمل أن تستخدم الإبداع المتقارب لوضع الخطة موضع التنفيذ.
يركز هذا النوع من أنواع الإبداع على فكرة واحدة ويختار أفضل إجابة من عدد احتمالات محدود.
التفكير المتشعب أكثر حرية وتجريدًا؛ إذ يتميز بكونه مندرجًا ضمن فئة “التفكير خارج الصندوق”. وهو ينطوي على الخروج بأفكار جامحة وغير عادية وإنشاء روابط بين المفاهيم المختلفة. وهو نوع من الإبداع يفكر فيه معظم الناس عندما يسمعون كلمة “إبداعي”.
ويعني الإبداع المتشعب أن يأتي شخص ما بحلول متعددة لمشكلة ما. يحدث هذا النوع من الإبداع في جلسات العصف الذهني وغيرها من أشكال توليد الأفكار.
يسمح هذا النوع من أنواع الإبداع للناس بإجراء العديد من الروابط بين الأفكار؛ ما يساعد في إيجاد حلول إبداعية.
يُعتقد أن هذا النوع من التفكير الإبداعي يستفيد من الطريقة الفريدة التي يرى بها الناس العالم ويفسرون التجارب؛ حيث من المهم حل المشكلات حتى لو لم تكن الأفكار دائمًا عملية أو مجدية.
التفكير المتشعب هو عكس التقارب ويختلف تمامًا عما يعتقده معظم الناس عندما يفكرون في “التفكير النقدي”. لكنه لا يقل أهمية.
يركز المفكرون المتشعبون على توفير الاحتمالات، فهم مرتاحون في المواقف التي تتضمن إيجاد حلول جديدة لمشاكل غير منظمة. هؤلاء الأشخاص جيدون في التفكير خارج الصندوق وتخيل جميع الحلول الممكنة لمشكلة ما (ولا يمكنهم الالتزام بحل واحد حتى يستكشفوا جميع الخيارات بشكل كامل).
الإبداع الترابطي نوع آخر من أنواع الإبداع يحدث عندما تُجري اتصالات بين الأفكار التي لا يمكن ربطها عادة.
يعني الإبداع الترابطي أنك تنشئ روابط بين الأفكار التي لا ترتبط عادةً. هذا النوع من الإبداع يأتي بشكل طبيعي لمعظمنا وهو الأكثر استخدامًا في الحياة اليومية.
للتفكير بشكل إبداعي وترابطي عليك أن تبحث عن أنماط فيما تراه من حولك. قارنها بالأشياء الأخرى التي تعرفها وحاول أن ترى كيف ترتبط على مستوى أعمق، حتى لو لم تكن الروابط واضحة على الفور.
اسمح لخيالك بالتفكير في جميع الاستخدامات الممكنة لشيء أو مفهوم، واسمح لحواسك ومعرفتك بإرشادك، وستعثر على فكرة فريدة من دون شك.
يحدث الإبداع التركيبي -وهو نوع من أنواع الإبداع- عندما تنشئ شيئًا جديدًا من الأفكار الموجودة. عندما تجمع الأشياء معًا يمكن أن يظهر شيء غير مسبوق، وهذا هو الإبداع التركيبي في أفضل حالاته.
هناك العديد من الأمثلة حول كيف أدى الجمع بين فكرتين مختلفتين أو أكثر إلى إنجازات مهمة في العالم.
من تلك الأمثلة: Apple التي جمعت بين مشغلات الموسيقى وتقنية الهاتف، وأصبحت أحد أكثر منتجاتها نجاحًا: iPhone.
في أي عمل إبداعي ثمة قسمان: الأصالة والمنفعة. يمكنك إنشاء شيء لم يره أحد أو فعله من قبل. أو يمكنك البناء على ما فعله الآخرون لصنع شيء أفضل.
فكر في عدد الأعمال الفنية والموسيقى المستوحاة من فنانين سابقين، أو عدد التقنيات الجديدة التي تستند إلى تقنيات سابقة.
